مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 10:14:00 م

ماحقيقة حرق الصين لشركاتها - الجزء الثالث- تصميم الصورة وفاء مؤذن
ماحقيقة حرق الصين لشركاتها - الجزء الثالث
 تصميم الصورة وفاء مؤذن

سنكمل كما ذكرنا في مقالنا السابق عن عقوبات بعض الشركات والسياسات الحكومية الجديدة.

عقوبات حكومية على بعض الشركات

عندما رفضت شركة "|ديدي|" عملاقة النقل التشاركي الانصياع للتحذيرات الحكومية، وبعد أن طرحت أسهمها في البورصة الأمريكية بيومين فقط، قامت الحكومة الصينية بمنعها من تسجيل مستخدمين جدد، وحذفت تطبق الشركة الإلكتروني من متاجر التطبيقات الصينية، وفتحت العديد من التحقيقات معها حول الاحتكار وسوء استغلال البيانات وغيرها.

خسائر هائلة لكبرى الشركات الصينية

تُثير الإجراءات والقوانين الصينية الجديدة، مخاوف الشركات المختلفة وكبار |المستثمرين|، ولا أحد يعلم إلى أين ستصل نتائج تلك الإجراءات، ولا أحد يعلم عند أي حدٍ سوف تتوقف، ولكن الواضح بأنها تؤثر سلباً على أرباح الشركات، خاصةً وأن معظم الشركات مرتبطةٌ ببعضها البعض بشكلٍ أو بآخر، وهذا يعني بأن تأثر أية شركةٍ سينتقل بسرعةٍ إلى بقية الشركات، وقد أصدرت الصين مؤخراً، مخططاً مدته خمس سنوات لإعادة تشكيل قطاع شركات التكنولوجيا الصينية.

لماذا تفعل الصين ما تفعله مع كبرى شركاتها

السبب الرئيسي الذي تظهره الحكومة الصينية متعلقٌ بالبيانات، فتوفر هذه الكمية الكبيرة من البيانات بين يدي عدد محدد من أسياد التكنولوجيا يجعلهم يحتكرون السوق كله، وهذا سيمنع قيام الابتكارات الجديدة التي تحتاجها الصين في مجالاتٍ محددةٍ لكي تستطيع الاستمرار والصمود في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، خاصةً بعد فرض الكونغرس الأمريكي على الشركات الأجنبية مشاركة المزيد من البيانات والتفاصيل مع الحكومة الأمريكية، والصين ترفض تماماً مشاركة أية بيانات مع الولايات المتحدة.

صراعاتٌ تحت الطاولة: الشركات الصينية المساهمة في |البورصة الأمريكية| مثل "ديدي" و"علي بابا" يتوجب عليهم المشاركة ببياناتهم مع الحكومة الأمريكية، تجنباً لإخراجهم من البورصة الأمريكية والخسائر المترتبة على ذلك، ولهذا طلبت الحكومة الصينية من شركاتها عدم الدخول في البورصة الأمريكية، فكان على الشركات الصينية التي لم تمتثل لطلبات حكومتها تحمل العواقب، فأمريكا تبحث دائماً عن أية وسيلة للضغط على الصين.

خلاصة الحديث: إن |الحرب التجارية| بين الصين والولايات المتحدة بلغت أشدها، وكلٌّ منهما قد يلجأ لأية وسيلةٍ لكسب الحرب، ولذلك ستفعل الحكومة الصينية كل ما بوسعها لإعادة ترتيب بيتها الداخلي انطلاقاً من شركاتها الكبرى وخاصةً التكنولوجية منها، فالتكنولوجيا هي محور الاقتصاد المستقبلي، ولا بأس بخسارة بعض الشركات لبعض المليارات من الدولارات بمقابل المكاسب المتوقعة عند السيطرة على تكنولوجيا واقتصاد المستقبل.

وجهة نظرٍ مختلفة

من جهةٍ أخرى، يمكننا التوقع بأن الحكومة الصينية تخطط لمستقبلٍ مختلف، فهي تطمح لإنتاج منتجاتٍ تكنولوجيةٍ متفوقةٍ وذات مواصفاتٍ عالية، تغزو بها العالم، والشركات الكبرى الحالية، قد تعيق طموحاتها المستقبلية، فربما هي تخطط لإضعاف تلك الشركات لكي تسمح لشركاتٍ أخرى بالصعود، بحيث يمكنها الاعتماد على تلك الشركات الجديدة في خططها المستقبلية، والدليل على ذلك هو ظهور الكثير من الشركات الحديثة في السنوات القليلة الماضية، فالحكومة تحاول تحجيم الشركات الكبرى لتعطي الشركات الجديدة التي تراهن عليها فرصة إثبات نفسها.

إذا كان لديك رأيٌ آخر حول ما طرحناه، فنرجو منك أن تشاركنا به. 

بقلمي: سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.